المرأة في القوات المسلحة

 "لا تهبن المشاركة وتقدمن للأمام" بهذه الكلمات الداعمة خاطب جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين النساء الأردنيات دافعاً لهن للتقدم بحيث يتم ايلاءهن الاهتمام باعتبارهن أولوية لتقدم الوطن ورفعته.

 

 

سعى جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين ومنذ توليه سلطاته الدستورية في العام 1999 لإدماج المرأة في العديد من المجالات والمؤسسات لخدمة هذا الوطن حيث كانت القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي من أوائل هذه المؤسسات.

تعد القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي إحدى أهم المؤسسات الوطنية التي تعمل على توفير بيئة مناسبة لعمل النساء واستبقائهن في الخدمة وذلك لتعزيز مشاركتهن الفاعلة وتعزير العدالة الاجتماعية كإحدى أهم أولوياتها.

لقد تطور دور المرأة العسكرية في قواتنا المسلحة الأردنية – الجيش العربي بدءاً من دخولها إلى الحرس الملكي في العام 2000 للعمل في فصيل الحرس الملكي الخاص للقيام بواجب الحماية ثم تلى ذلك انضمامها إلى العمل الميداني من خلال تجنيد عدد من الضباط الإناث لحساب الكلية العسكرية الملكية في العام 2005، لتبدأ المرأة بعملية التدريب كما يتدرب اخوانها من الرجال.

انطلقت المرأة بعد (12) شهراً تدريبياً إلى العديد من الوحدات الميدانية ومنها (الشرطة العسكرية، الاستخبارات العسكرية، سلاح اللاسلكي، التزويد اللوجستي، التموين، سلاح الجو الملكي، قيادة القوة البحرية والزوارق الملكية).

 

توالى التطور على دور المرأة العسكرية ففي عام 2007 تم تشكيل سرية الشرطة النسائية الجوية/ سلاح الجو الملكي للمشاركة في عمليات التفتيش ومراقبة الضبط والربط العسكري، كما بدأت في عام 2010 العمل في مديرية الأمن والحماية الخاصة وأمن المطارات لتكون إضافة نوعية لزيادة المراقبة والتفتيش.

أما في العام 2014 فقد تزايدت أدوار المرأة العسكرية لتنضم إلى قيادة الموسيقات لتكون جزء هاماً في" جناح الموسيقى النسائي " مشاركٍة في العديد من الفعاليات والمناسبات الوطنية، محلياً، اقليمياً، وعالمياً.

استمر تطور عمل المرأة العسكرية بعد أن اثبتت قدرتها بالعمل في المجالات التي عملت بها في القوات المسلحة الأردنية حيث أنه في العام 2016 تم تجنيد مرشحات طيران من الإناث لتدريبهن وتأهيلهن ليكن ضمن صقور سلاح الجو الملكي وقيادة الطائرات العامودية والمقاتلة.

ونظراً لتطور طبيعة العمليات العسكرية في منطقة الشرق الأوسط فقد ظهرت الحاجة في العام 2018 إلى وجود وتشكيل فصيل نسائي للعمل بسرعة وكفاءة عالية للتعامل مع الظروف والمتطلبات العسكرية الحديثة، حيث كان فصيل رد التدخل السريع التابع للواء سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أول فصيل عملياتي على مستوى المنطقة، إذ تلقى هذا الفصيل تدريباً احترافياً لرفع كفاءته البدنية والعملياتية.

وفي العام 2021 قامت القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي باستحداث القسم النسائي الخاص / العمليات الخاصة للعمل على دعم المهام العملياتية والاستخباراتية حيث تميز وانفرد هذا القسم بحصوله على أول دورة قفز مظلي في 2022.

 

تطور عمل المرأة العسكرية في القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي منذ تأسيس إمارة شرق الأردن:

 

لقد كانت الانطلاقةُ الأولى للمرأةِ في القواتِ المسلحة الأردنية في بداية الخمسينيات من القرن العشرين كمعلمة في مدارسِ الثقافة العسكرية وفي مطلع الستينيات تم تأسيسُ كلية الأميرة منى للتمريض حيث تخرج الفوج الأول من المرشحات فيها عام 1965 وتم منحهن رتبة ملازم /2 وكان عددهنَ آنذاك 8        ضابطات إذ كانت هذه الخطوة الأولى للمرأة العسكرية إلى جانب العمل في الخدمات الطبية الملكية، ثم توالت بعدها أعداد التلميذات في كلية الأميرة منى  وكلية الأميرة عائشة للمهن الطبية والمساندة، وتطور عمل المرأة في الخدمات الطبية الملكية فغدت الطبيبة البارعة والممرضة المتميزة والصيدلانية المثابرة وأثبتت جدارتها في كافة التخصصات.

   في عام 1973 تم تجنيد عددٍ من الفتياتِ الجامعيات كضابطاتٍ ومجنداتٍ للعملِ في مديريات    القيادة العامة في الوظائف الإدارية والخدمات العامة وغيرها من المجالات، وفي عام 1982 تم تجنيد أول مهندسة في هيئة الاتصالات الخاصة، وفي عام 1994 تم تشكيلُ نواة للشرطةِ العسكرية النسائية ثم تطورت هذه النواة لتكون أول فصيل نسائي ميداني بقيادة امرأة عسكرية.

إدارة شؤون المرأة العسكرية:

تأسست إدارة شؤون المرأة العسكرية في عام 1995 بإرادة ملكية سامية في عهد جلالة الملك الراحل المغفور له الملك الحسين بن طلال حيث تولت سمو الأميرة عائشة بنت الحسين الإدارة بهدف إبراز دور المرأة العسكرية في القوات المسلحة الأردنية- الجيش العربي.

 وقد أنيط بالإدارة العديد من الواجبات ومن أبرزها: المشاركة في وضع السياسات والأنظمة المتعلقة بشؤون المرأة في القوات المسلحة الأردنية، الإشراف على تدريب النساء العسكريات وتأهيلهن؛ من أجل إحداث تغيير في دور المرأة العسكرية ونقلها من القيام بالدور التقليدي المعتاد إلى دور متقدم وأكثر أهميةً ومواكبةً لتشكيلات الجيوش المتطورة. استمرت هذه الإدارة بالتطور والتغير وإعداد الخطط التي تسعى إلى التعديل والتحسين كما شاركت على مستوى الوطن بإعداد الخطة الوطنية الأردنية لتنفيذ القرار رقم 1325 ( المرأة , الأمن والسلام )؛ وعملت هذه الإدارة على توظيف التشاركية بما يخص تفعيل دور النساء العسكريات من خلال توقيع الاتفاقيات مع حلف الناتو  في العام 2013 ومكتب هيئة الأمم المتحدة للمساواة بين الجنسين في العام 2019، كما سعت هذه الإدارة إلى تنفيذ محاور قرار مجلس الأمن رقم 1325 وادماج منظور النوع الاجتماعي ( لكلا الجنسين ) من خلال وضع  استراتيجية وخطة تنفيذية شاملة تسعى إلى مأسسة واستدامة ادماج منظور النوع الاجتماعي ( لكلا الجنسين) بشكل يضمن عدم التمييز والتعرض للتحرش وتطبيق التعليمات الصادرة بهذا الخصوص.

 لقد سعت المرأة العسكرية في قواتنا المسلحة الأردنية لتكون صانعة للقرار من خلال توليها للعديد من المناصب القيادية وفقاً للتسلسل الوظيفي كما سعت لتطوير ذاتها من خلال الإعداد التدريبي والقيادي.

وأضاف انضمام مركز تدريب المرأة العسكرية إلى إدارة شؤون المرأة في عام 2019 نقلة نوعية للعملية التدريبية حيث أصبح التدريب المركزي لكافة النساء اللواتي يتم تجنيدهن في نفس الموقع وتحت نفس الظروف أساساً في ضبط العملية التدريبية ومن خلال المرور بنفس المراحل.

 

نبذة عن مركز تدريب المرأة العسكرية

 تأسس مركز تدريب المرأة العسكرية في عام 1989 وأطلق عليه اسم جناح المجندات وكان في ذلك الوقت تابعاً للكلية العسكرية الملكية، حيث أعيد تسميته في العام 1994 ليصبح جناح سمو الأميرة عائشة بنت الحسين للمجندات، وفي العام 2003 تم إعادة تسمية جناح سمو الأميرة عائشة بنت الحسين للمجندات ليصبح جناح الشيخة فاطمة بنت مبارك للمجندات ولقد استمر في رفد القوات المسلحة الأردنية من خلال تدريب النساء العسكريات وتحويلهن من الصبغة المدنية إلى العسكرية.

في عام 2007 تقرر تعديل اسم الجناح ليصبح مركز الإبداع والتميز ويتبع لمديرية التدريب المشترك، وسابقا تلاه استحداث آخر للموازنة وفي العام 2016 أصبح ارتباط المركز بمديرية شؤون الأفراد، أما في العام   2017 تم اعتماد مسمى قيـــادة مركــز تدريب المرأة العسكرية بدلاً من مركز الإبداع والتميز، وتم استحداث علم وشارة للوحـدة.

في عام 2019 ارتبط مركز تدريب المرأة العسكرية بإدارة شؤون المرأة العسكرية وكان العمل في ذلك الوقت جار على بناء مبنى جديد له في محافظة الزرقاء/ الغباوي حيث تم تقديم مشروع صندوق الائتمان الثالث من قبل حلف الشمال الأطلسي (حلف الناتو) وبدعم من القوات المسلحة الأردنية، حيث تم افتتاح هذا المركز مندوبا عن جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين سمو الاميرة سلمى بنت عبدالله الثاني بن الحسين وبحضور عطوفة رئيس هيئة الأركان المشتركة وعددا من سفراء الدول الداعمة للمشروع.

يسعى المركز إلى تدريـب وتأهيـــل النساء العسكريات تأهيلاً عسكرياً واحترافياً حيث يتم استقبال وتدريب المجندات الجدد (الرتب الأخرى) وإعدادهن بقصد تحويلهن من الصبغة المدنية إلى الصبغة العسكرية بالإضافة إلى تدريب ضباط وضباط الصف الإناث تنفيذاً لسياسة ربط الترفيع بالتأهيل وذلك بإشراكهن بدورات مختلفة توازي الدورات التي تعقد بمدراس ومعاهد القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي.

 

وتأتي أهمية مركز تدريب المرأة العسكرية من خلال:

·        تحسين نوعية التدريب التي تتلقاها المرأة في القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي.

·        زيادة نسبة أعداد المجندات (ضباط وضباط صف ومجندين اناث) من خلال فتح باب التجنيد.

·        إعداد مدربات (أسلحة، مشاة، لياقة) لرفد مواقع عمل المرأة في القوات المسلحة الأردنية، بالإضافة إلى ارسال المدربات العسكريات للتدريب خارج الأردن في الدول العربية الشقيقة.

·        أصبح مركز المرأة العسكرية بموقعه وامكانيته المتطورة محط أنظار الدول العربية والأجنبية حيث يتم عقد دورات وورشات عمل للمشاركات من خارج الأردن وحسب برامج إعداد وتأهيل تتناسب مع متطلبات عملهن.