لمحة تاريخية

تفاعلت القوات المسلحة الأردنية بشكل ايجابي مع مهام حفظ السلام الدولية انطلاقاً من الثوابت القومية والإنسانية , فقد جاءت مشاركاته انعكاساً لتاريخه المتجذر في أعماق الحضارة الإنسانية المستند إلى أقدس رسالة ربانية جاءت لخدمة البشرية واحترام حقوق الإنسان ، كما وان القوات المسلحة الأردنية تسير بتوجيه السياسة الخارجية الأردنية في مهام حفظ السلام وتقف على مسافة واحدة ما بين أطراف النزاع في مناطق الصراعات بالعالم دون التمييز ما بين عرق أو جنس أو معتقدات دينية مستنده إلى رسالة عمان السمحة ولإيمان الأردن المطلق بالأمن والسلم العالميين.

بتاريخ 14 كانون الأول 1955 إنضم الأردن لمنظمة الأمم المتحدة ، ومنذ إنضمامه عُرف عن الأردن نضاله الدولي في سبيل إحقاق الحق وإعادة الحقوق المغتصبة لأصحابها.

بدأت المشاركة الأردنية في مهام حفظ السلام الدولية في عام1961  وذلك بارسال قوة  حفظ سلام الى الحدود العراقية الكويتية لمنع سفك الدماء العربي.

بتاريخ 1989 تم المشاركة بمهمة المراقبين العسكريين في أنغولا كترجمة لتوجيهات القيادة الهاشمية الحكيمة في سعيها الحثيث برؤية عالمٍ ينعم بالامن والسلام .

الدور الانساني للقوات المسلحة:

إن دور القوات المسلحة الأردنية وما تقوم به من جهود على كافة الأصعدة تنطلق من الثوابت الأردنية الوطنية الهاشمية التي جاءت من أجل إحلال الأمن والسلام والطمأنينة وتحقيق المعاني السامية , ويحق لكل أردني أن يفتخر بدور هذه المؤسسة الوطنية في كل معارك الشرف التي خاضتها وتخوضها ، وكذلك دورها على الصعيد الدولي الذي ينصب على مهام إنسانية بحتة.

تقوم قواتنا المسلحة بواجبات إنسانية عديدة خارج حدود الوطن , وتتعدد مسؤولياتها بين الإغاثة وحفظ السلام والأمن في المجتمع الدولي ، وهذه المواقف تعبّر عن ثوابت الأردن الراسخة خدمة للأشقاء العرب وإخوانهم المسلمين في العالم. وهي واجب إنساني في ضوء الظروف الصعبة التي تمر بها تلك الدول والحصار الظالم كالذي يمر به قطاع غزة.

إن دور الجيش العربي الأردني هو دور وطني وإنساني ، وواجب قومي وإسلامي , وإن هذه الأعمال الإنسانية تتفق مع القيم الإنسانية والعربية الأصيلة إضافة إلى أنها سياج الوطن والمدافع الأول عن كرامته وكرامة أمته العربية.

إن المشاركة الأردنية في قوات حفظ السلام الدولية تأتي إنطلاقا من إيمان الأردن وقيادته الهاشمية بالدور الهام الذي تقوم منظمة الأمم المتحدة في إشاعة الأمن والسلام في جميع أنحاء العالم وأهمية المساهمة العربية الفاعلة في المساعي الدولية الرامية لتقديم الخدمات لجميع المنكوبين والمتضررين في العالم دون النظر إلى عرق أو دين أو لون.

ارسال عدد كبير من المستشفيات الميدانية والمحطات الجراحية لإغاثة المحتاجين جراء الحروب والكوارث الطبيعية في دول العالم والتي تحظى باهتمام مباشر من جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين , وتضم المستشفيات الميدانية أفضل الأطباء في كافة التخصصات الطبية والكوادر التمريضية إضافة إلى العنصر الاداري الذي يقوم على خدمة القائمين على هذه المستشفيات.

إن الدور السامي لقواتنا المسلحة ينطلق لرسم ملامح السلم والأمان في دول العالم ، فمن تيمور الشرقية في آسيا إلى يوغسلافيا السابقة في أوروبا إلى ساحل العاج وليبيريا وأنغولا والكونغو وارتيريا في إفريقيا الى هاييتي في البحر الكاريبي قرب القارة الأميركية ، وفي كل منها ترجم نشامى القوات المسلحة كسفراء للأردن القواعد الراسخة لدى الإنسان الأردني والتي تقوم على التفاهم الإنساني والحوار والتعاون والتعايش السلمي بين الشعوب.

على الرغم من قلة الموارد المتاحة فان القوات المسلحة الأردنية وتنفيذا لرؤى جلالة القائد الأعلى الملك عبدالله الثاني تلعب دورا رئيسا على الخريطة العالمية من خلال قوات حفظ السلام بما يعكس جهود الدولة في رسم سياسة الاعتدال والوسطية والحفاظ على السلم والأمن العالميين.

وتقوم القوات المسلحة الأردنية بأدوار عدة أثناء تأديتها مهام حفظ السلام (بتقديم المساعدات الإنسانية على المستويين الاقليمي والدولي ،و أخذ الأردن على عاتقه ومنذ تأسيسه مسؤولية رفع المعاناة وتقديم العون والإغاثة لجميع المحتاجين على المستويين الاقليمي والدولي، بناء وترميم دور العبادة،  تقديم المساعدات الانسانية للسكان المحليين المتمثلة بتوزيع وجبات طعام وملابس وأدوات مدرسية   للطلاب، معالجة المرضى وإجراء العمليات الجراحية،إقامة الأيام الطبية المجانية،وكذكلك حماية الاطفال والنساء من الاغتصاب والاعتداء أو التحرش الجنسي و إغاثة المحتاجين والمنكوبين جراء الحروب أو الكوارث الطبيعية من خلال إرسال مستشفيات ميدانية ثابته أو متحركة أو فرق طبية ومواد تموينية ومواد الايواء من خيم وبطانيات مثل (باكستان ، ايران ، تركيا ، أرمينيا، ...الخ).

دور المرأة في حفظ السلام:

تحضى المرأة العسكرية في القوات المسلحة الأردنية بدور كبير في مختلف مجالات العمل وانطلاقاً من ذلك سعت القوات المسلحة الى أن تلعب المرأة دوراً أكثر فاعلية من خلال مشاركتها في ميادين جديدة كالمشاركة مع قوات حفظ السلام الدولية والمهام الخاصة والإنسانية.

شارك العنصر النسائي من الخدمات الطبية الملكية في العديد من المهام الخارجية الحالية مثل (مستشفى ليبيريا ، مستشفى الكونغو).

فوائد مشاركة المرأة الأردنية في المهام الخارجية:

§ التأكيد علي حب الأردن للأمن والسلام

§ قدرة المرأة العسكرية على الصبر وتحمل العمل في ظروف بيئية وأمنية مختلفة.

§ المحافظة على السمعة الطيبة للمرأة الأردنية والتعريف والارتقاء بمكانتها على الساحة الدولية

§ زيادة سعة اطلاعها وتثقيفها وتعريفها بالجيوش الأخرى وعقائدهم.

§ رفع قدرة المرأة العسكرية على تولي الوظائف القيادية وحسب الإمكانيات المتوفرة لديها بما تقتضيه الحاجة والظروف.

§ إدراك نعمة الأمن والاستقرار التي ينعم بها الأردن وقيمة المرأة الأردنية وكرامتها وصون حريتها والحفاظ على حقوقها.

قوات حفظ السلام الأردنية بالأرقام:

§ عدد الدول التي شاركت فيها قواتنا ضمن مهام دولية أو خاصة أكثر من (38) دولة.

§ عدد المستشفيات الميدانية والمحطات الجراحية والعيادة الطبية الأردنية في مختلف دول العالم (20) ، ووصل عدد العامل منها في نفس الوقت (10).

§ عدد المهام التي شاركت فيها بآن واحد (15) مهمة.      

§ عدد المرضى الذين تم معالجتهم في المستشفيات الميدانية الأردنية أكثر من (4) مليون مريض.

§ عدد الشهداء (37) شهيداً.