نفذّت جيوش الثورة العربية الكبرى عمليات عسكرية
ذات مستويات مختلفة في منطقة العمليات على الأرض الأردنية في الفترة من الأول من
تموز عام 1917م وحتى نهاية شهر ايلول 1918م، وتحركت قوات الثورة العربية بطريقة
تعبوية تتفق وطبيعة تسليحها ومنطقة العمليات والأهداف التي تسعى لتحقيقها، وشملت
عملياتها كامل الأرض الأردنية تقريباً، وتحركت هذه الجيوش وفق خطط محكمة، وبرؤية
عسكرية دقيقة اتسمت بما يأتي : التركيز على المناطق الحيوية المؤثرة لاحتلالها
للتأثير على قوة الجيش الآخر وحرمانه من حرية الحركة والتنقل . .1السرعة في التنفيذ مع المباغتة وسرعة الانسحاب من الموقع . .2اعتماد خطوط المواصلات القريبة بين القوات العربية حتى لا تنقطع
أوصال هذه القوات وبالتالي يسهل حصارها واضعافها . .3استخدام القوات المختلطة في الهجوم بنجاح/ وتنسيق أعمالها/ خاصة وإن
قوات الثورة العربية قد تشكلت في معظمها من القوات النظامية والقوات غير النظامية
إضافة لقوات الفرسان والمشاة. عند دراسة منطقة العمليات فوق الأرض الأردنية
فإننا نجد أن القوات العربية قد تحركت ضمن عشرين مساراً، نضيف إليها مسار خط مستقل
هو مسار خط سكة الحديد وجميعها تداخلت فيما بينها ، وقد تم تحديد هذه المسارات
وفقاً للمعايير الآتية: .1اتجاه حركة قوات الثورة العربية ، والطريق التي تسلكها نحو هدفها. .2تجميع أهداف القوة العسكرية الواحدة في خط مسار واحد بغض النظر عن
الوقت الذي استغرقته تلك القوة في تنفيذها لعملياتها، ونلاحظ في مسارات جيش الثورة
العربية أنها تستهدف كاف المناطق التي تتواجد فيها القوات العسكرية، وهي إما أن
تكون في القلاع والحصون التي تشكل نقاط ضبط وسيطرة على الطرق الرئيسة والمداخل
الجبلية أو غيرها – أو تلك المعسكرات التي غالباً ما تكون حول مصدر مياه، أو يكون
الهدف موجه نحو التجمعات السكانية خاصة وأن القوات التركية كانت تحتاج إلى السكان
المحليين للحصول على المواد التموينية وبعض الأيدي العاملة، وكذلك كانت تعتمد على
بعض السكان كمصادر معلومات لها ، وكانت قوات الثورة العربية تدرك هذه الأهداف
وتتوجه إليها ليس فقط لحرمان قوات الخصم من الفوائد المتوقعة لها، وإنما لاستمالة
هذه التجمعات وشرح أهداف الثورة وتجنيد القادرين للعمل في صفوف الثورة العربية، ونلاحظ
فعلاً أن قوات الثورة العربية كانت بازدياد مضطرد خلال فترة العمليات العسكرية . المسارات العشرون شكلت شبكة من العمليات العسكرية
فوق الأرض الأردنية، وحين نرصدها وندرسها فإنما نهدف إلى التعريف بحجم عمليات
الثورة العربية التي تصل إلى مستوى العمليات العسكرية النظامية الكاملة وكذلك
التعريف بقيمة الأرض الأردنية والمسرح الأردني الذي كان حاسماً في الحرب بمجملها،
تجدر الإشارة إلى أن الأرض الأردنية مثلما هي أرض تاريخ وحضارة فيها كل أشكال
السياحة المعروفة من سياحة ثقافية وعلاجية ودينية فإنها أيضاً ذات سياحة تاريخية
من نوع آخر يتعلق بالسياحة العسكرية أو سياحة الثورة العربية الكبرى؛ التي تحتاج
منا التعريف بها وفاءً لأولئك الرجال الذي بعثوا في الأمة العربية روح النهضة
والعزم والذين صنعوا الاستقلال وأرسوا خطوات المستقبل الأفضل. يمكن رصد مسارات الثورة العربية الكبرى في أرض
الأردن وكما يأتي : .1المسار الأول: باير – الجفر – غدير الحاج – أبو اللسن – رأس النقب –
القويرة – خربة الخالدي – كثارة – العقبة. .2المسار الثاني: العقبة – وادي اليتم – القويرة (معسكر الأردن) – معان .3المسار الثالث: القويرة – الطفيلة . .4المسار الرابع: الطفيلة – العيص – حد الدقيق – رجم كركا – خربة نوخة
– مجادل. .5المسار الخامس : جرف الدراويش – بئر التوانة – خربة عابور – وادي
الحرير – السلاسل – العيص – الطفيلة. .6المسار السادس: معسكر الأردن (القويرة) – جرف الدراويش. .7المسار السابع: معسكر الأردن (القويرة) – أبو اللسن – وادي موسى. .8المسار الثامن: الطفيلة – مؤتة – غور المزرعة. .9المسار التاسع: القويرة – رم – الديسي والطويسة – منيشير. .10المسار العاشر: العقبة – تل المقص – وادي عربة – الضحل – غور الصافي
– القلعة التركية (المشنقة) – غور المزرعة. .11المسار الحادي عشر: معان. .12المسار الثاني عشر : معان – المدورة. .13المسار الثالث عشر : معان – الجردونة – الكوبانية الحمراء- عنيزة. .14المسار الرابع عشر: عنيزة – خربة الدوشك – سهل الفجيج – الشوبك – راس
الحديد – حوالة. .15المسار الخامس عشر: معان – بسطة – مريغة – دلاغة. .16المسار السادس عشر: معان – وادي موسى. .17المسار السابع عشر : الحسا – الفريفرة. .18المسار الثامن عشر: عمان – السلط – نهر الأردن. .19المسار التاسع عشر: معان – القطرانة – الجيزة. .20المسار العشرون : باير – قصر الطوبة – الأزرق . تحرير بلاد الشام. .1استقبل الأمير فيصل في مقره في "الوجه" عدداً من شيوخ
القبائل أبرزهم عودة أبو تايه، وتم تجنيد أكثر من (500) من أبناء القبائل . .2جرت معارك الثورة في مسرح عمليات تألف من عدة مناطق عمليات في شبه
الجزيرة العربية وبلاد الشام وبخاصة في الأردن وسورية، وكان أهم خط مواصلات
استراتيجي إبان الثورة العربية الكبرى هو الخط الحديدي الحجازي الذي يصل المدينة
المنورة بدمشق فحلب ومن ثم الموصل وتركيا واوروبا.