معارك الثورة في
الحجاز بعد أن بدأت الثورة
العربية الكبرى والتف الكثير من أبناء القبائل العربية حول الشريف الحسين بن علي
مؤيدين لخطوته، نفذت قوات الثورة العمليات الآتية: 1.الهجوم على جدة ومكة
المكرمة. وكان ذلك يوم السبت 9
شعبان 1334هـ الموافق 10 حزيران 1916 وهو يوم قيام الثورة، حيث تمت مهاجمة الفرقة
(22) التي ترابط في الحجاز وتتألف من الكتائب (128، 129، 130)، وكان مجموع القوات
التركية يزيد على(000ر12) اثني عشر ألف رجل مسلحين بالمدافع والبنادق، في حين كانت
قوات الثورة العربية تقدر بحوالي (000ر4) أربعة آلاف من رجال القبائل وأكثرهم من
قبيلة حرب، وقد استسلمت أول حامية تركية للعرب وهي حامية جدة يوم 16 حزيران 1916
وبعدها المواقع التركية على طريق مكة – جدة. 2.القتال في مكة. بدأ يوم 10 حزيران 1916
حيث حوصرت دار الحكومة (الحميدية) ومركز (باش قرقول) وقلعة أجياد وثكنة جرول،
وقامت قوات الثورة بقطع أسلاك الهاتف مع جدة والطائف وعزل المنطقة وسقطت قلعة
أجياد ثم ثكنة جرول ثم بقية المناطق. 3.حصار الطائف. كانت قوات الثورة بقيادة الأمير عبدالله بن
الحسين والتي تحركت لمهاجمة الفرقة التركية النظامية المرابطة هناك، وكان هذا أهم
واجب عسكري، وتم الهجوم على الطائف بعد منتصف الليل في 11 شعبان 1334 هـ الموافق
12 حزيران 1916، وتم الهجوم من الجهة الشمالية، وكان سلاح القوات العربية البنادق
والسيوف والحراب بينما كانت القوات التركية تمتلك المدافع، وقد استمر الموقف
متوازناً بين قوات الطرفين إلى أن زودت القوات العربية بأربعة مدافع جبلية فرجحت
الكفة لصالح القوات العربية، وبعد معارك متعددة سقطت الطائف في 22 أيلول 1916،
وخلال الفترة من حزيران إلى أيلول 1916 سقطت " الليث" في 23 حزيران
و"القنفذة" في 8 تموز، و"ينبع" في 27 تموز و"بلح"
فـي 1 آب، وبذلك أصبحت المدن الرئيسة في الحجاز تحت سلطة الشريف الحسين بن علي. 4.القتال على الجبهة
الشمالية (المدينة المنورة) كان وضع قوات الثورة على
هذه الجبهة حرجاً، حيث بادر الأميران علي وفيصل مع من حولهما من رجال القبائل بقطع
خط سكة الحديد ونزع كميات من القضبان على مسافة (.2)كم، وحاول الأمير علي فرض حصار
على المدينة المنورة، ومنع وصول المياه إليها، وفي 8 حزيران 1916 هاجما محطة
المحيط، ولكن محاولة الاستيلاء عليها لم تنجح، وخرج فخري باشا لمصادمتهما واشتبك
مع القوات العربية يوم 3 آب ولكنه إرتد وأُصيبت قواته بخسائر كبيرة، وفي 19 آب
عاود الكرة ضد قوات الأمير فيصل ودارت معركة دامية انتهت بارتداد الأتراك وأسر
العرب عدداً من الجنود الأتراك . 5.استئناف القتال. تم استئناف القتال بمهاجمة المدينة المنورة
بواسطة الجيش الشرقي الذي يقوده الأمير عبدالله، الأمر الذي أرغم القائد التركي
على إعادة النظر في خططه وينكفئ بقواته نحو المدينة، حيث استخدم الأمير عبدالله
استراتيجية التقرب غير المباشر، وهذا الأمر أتاح تحرر جيشي الأميرين علي وفيصل
اللذين كانا تحت الضغط التركي حيث تقدمت القوات العربية (الجيش الشرقي)، ونزل
الأمير عبدالله بوادي العيص في ربيعان، وهاجمت قواته الخط الحديدي ليل نهار، حتى
تحررت القوات العربية مع الأميرين علي وفيصل، ثم توجه الأمير فيصل عن طريق الساحل
إلى "الوجه" فاستولى على "أملج" وتم قصف "الوجه"
بواسطة الأسطول البريطاني، وتمكن الأمير فيصل بعدها من دخول "الوجه"
وبذلك يكون الموقف العسكري قد تحول في مطلع سنة 1917 لصالح العرب، وأصبحت القوات
التركية ضمن دائرة حصار واسعة تتركز حول المدينة المنورة وحول سكة الحديد وتألفت
القوات العربية من ثلاثة جيوش هي: 1.الجيش الجنوبي بقيادة
الأمير علي ومركزه رابغ. 2.الجيش الشمالي بقيادة
الأمير فيصل ومركزه ينبع. 3.الجيش الشرقي بقيادة
الأمير عبد الله ومركزه وادي العيص. وبلغ مجموع قوات الثورة
العربية الكبرى ما بين (25 – 30) ألف مقاتل بينهم حوالي الألفين من الجنود
النظاميين. 6.حصار المدينة: بعد استكمال أسباب حصار المدينة تحركت القوى
الهاشمية من رابغ بقيادة الأمير علي وقصدوا قوات الترك في بئر درويش وقاتلوهم
واستمر القتال ثلاثة أيام ظفر فيها الجيش العربي الهاشمي ببئر درويش ومجزان،
وتراجع فخري باشا إلى "آبار علي" وكان مجموع القوات التركية(000ر14)
أربعة عشر ألف جندي في المدينة. بعد دخول الأمير فيصل الوجه، سقطت كل من (ثغرضيا
والمويلح) وأصبح شاطئ الحجاز خالياً من القواعد التركية، حيث تم في هذه الحالة
تعطيل ثلاث فرق تركية، لكن فخري باشا بقي يدافع عن المدينة، وقد تأخر تحرير
المدينة إلى ما بعد تحرير بلاد الشام، حيث لم يقدم الدعم والتعزيز اللازمان لقوات
الثورة العربية الكبرى، وذلك لأسباب ساهمت بريطانيا وفرنسا في ايجادها.
بعد توقيع الهدنة مع الأتراك، بعث الشريف الحسين
بن علي برسائل إلى فخري باشا يحثه على الاستسلام إلا أنه رفض، وبعد ذلك حينما يئس
فخري باشا من العناد والمكابرة استسلم إلى الأميرين علي وعبدالله.