تاريخ الجيش العربي

القوات المسلحة الاردنية – الجيش العربي/ موجز في تاريخ الجيش العربي الأردني:

"كل واحد منا يعرف ويعتز بأن هذا الوطن نشأ وتأسس على رسالة الثورة العربية التي قادها الشريف الحسين بن علي لتحرير الأمة وتوحيدها، ولذلك سـيظل الأردن بعون الله، الأردن العربي المسلم، المنتمي لأمته العربية والإسلامية، والحريص على النهوض بواجبه القومي والديني تجاه كل القضايا العربية والإسلامية، ولن نقبل تحت أي ظرف من الظروف أن تكون علاقتـنا بأي بلـد أو جهة، على حساب علاقتنا بأمتـنا العربية أو الإسلامية، وانتساب هذا الوطن إلى الثورة العربية، وانتساب قيادته إلى الدوحة النـبوية الشريفة يفرض علينا أن نكون أول من يـتصدى للدفـاع عـن الإسلام والعـرب والمسلمين".

من خطاب جلالة الملك عبدالله الثاني في العيد الستين لاستقلال المملكة الاردنية الهاشمية في 25 أيار عام 2006.

 

مقدمة

تأسس الجيش العربي الاردني في عام 1921م مواكباً لتأسيس الدولة، ومع تشكيل أول حكومة أردنية في 11 نيسان 1921م. وتم تشكيل القوات المسلحة بقوات مدربة مقاتلة خاضت عمليات الثورة العربية الكبرى ضمن تنظيم الجيش الشرقي بقيادة الامير عبدالله بن الحسين. وضم ايضاً نخبة من الضباط العرب المتمرسين الذين كانوا في الجيش التركي، ومن ثم التحقوا بقوات الثورة العربية الكبرى ليضفي على جيش الأردن صفة الاحتراف والمقدرة على أداء الواجب، وساهموا في وضع تنظيم الجيش الذي حمل اسم الجيش العربي منذ تحقيق اول استقلال للدولة باسم حكومة الشرق العربي في 25 أيار 1923م.

 

شرق الاردن "1921 -1923": القوة السيارة كأول تنظيم للجيش العربي الاردني:

قبل وصول الأمير عبدالله إلى عمان في الثاني من آذار من عام 1921م، كان في شرق الأردن قوة سيارة اسسها الكابتن فريدريك بك قوامها من بوليس فلسطين وبعض السكان المحليين. ومع وصول الأمير عبد الله إلى عمان اقترح الأمير عبد الله ضم القوة التي قدمت معه من الحجاز مع القوة الموجودة في شرق الأردن على أن تعزز ببطارية مدفعية جبلية، يتكون منها قوات درك تتوزع على مناطق البلقاء وعجلون والكرك. ولكن كانت القوات العسكرية التي وصلت إلى معان في 21 تشرين الثاني 1920 تتألف من الكتيبة النظامية وهي طليعة الجيش العربي، وعددها مائتي جندي ومعهم بنادق وستة مدافع رشاشة وقائدها أحمد الاسطنبولي وكتيبة الهجانة هي من مائتي هجان، بقيادة ابن رميح النجدي.

وكنتيجة مساعي الأمير عبد الله الحثيثة تم تشكيل قوة عسكرية أردنية في الأول من نيسان 1921م تكونت كالتالي: قوة الدرك الثابت، الدرك الاحتياطي بقيادة المقدم عارف الحسن وقدرت بـ 550 رجلاً وكتيبة الدرك الاحتياطي – الفرسان بقيادة القائد فؤاد سليم، وقدر عددها بـ 400 فارس والكتيبة النظامية بقيادة أحمد الاسطنبولي وقدر عدده بـ 200 جندي مشاة. وقوة الهجانة بقيادة ابن رميح النجدي وقدر عددها بمائة هجان.

 

تطور الجيش العربي من حيث التسليح وتشكيل الوحدات وزيادة الأعداد:

بعد تشكيل القوة النظامية والفرسان والدرك تجاوز العدد الثلاثة الالاف جندي حتى نهاية عام 1923م، ولكن برزت الحاجة لمضاعفة هذه القوات مع بدء مفاوضات ضم معان والعقبة الى شرق الاردن، مما يعني زيادة طول الحدود ومضاعفة المساحة، ومن هنا كان التغيير الرئيسي هو بتشكيل قوات البادية او قوة الصحراء، التي بدأ الجنرال كلوب بتشكيلها مع نهاية عام 1930م وكانت بدايتها فقط بثمانية افراد وأربع سيارات، ثم بدأت الهجانة بـ 41 جندياً لتتطور هذه القوة من حيث العدد لتصبح عام 1931م ثلاثة ضباط و95 من الرتب الاخرى. أما عدد القوات العسكرية فقد وصل الى 1046 جندياً.

 

تأسيس قوات البادية الاردنية التابعة للجيش العربي

ويتحدث فريدريك بك في كتابه القيادة العربية الصادر باللغة الانجليزية في الصفحة 69: "في عام 1926م وحين انضمت معان والعقبة إلى شرق الأردن، تم تجنيد ثلاثمائة جندي جديد منهم مائة هجان لحفظ الأمن في معان وما حولها، وفي موقع آخر يقول ما ترجمته: "وفي عام 1930 ومع وصول الرائد كلوب ليعمل كمساعد في قيادة الجيش العربي مع مهمة خاصة إضافية له لوقف الهجمات الخارجية والغزوات فقد تم تجنيد مائة وخمسين جندياً جميعهم من البدو وقسموا إلى هجانة وقوات سيارة."

 

اشتراك الجيش العربي الأردني في الحرب العالمية الثانية بدءاً من عام 1939م:

المعاهدة الأردنية البريطانية

 كانت أول اتفاقية أردنية مع بريطانيا في 20 شباط من عام 1928م، ومثلت الاعتراف الكامل بالدولة الأردنية، وتغيّر اسم الدولة من حكومة الشرق العربي إلى إمارة شرقي الأردن.

 

انتشار القوات الاردنية في فلسطين:

كان هناك علاقة وثيقة بين الأردنيين والفلسطينيين والتي تعود إلى عام 1921 وما بعدها، فقد ركزت الاحزاب الأردنية في بداية نشأتها على عروبة فلسطين والتحذير من الهجرة اليهودية اليها، وضرورة أن يكون هناك عمل عربي لمواجهة ما يجري. ونشير إلى دور الجيش العربي الأردني الواضح الذي كان بشكل سري وكما يلي: تزويد المناضلين الفلسطينيين بالذخيرة والأسلحة الخفيفة وتدريب المناضلين على استخدام السلاح وكان الجيش الأردني يرسل مدربين من صفوفه يرتدون لباس المناضلين أو الزي الشعبي الفلسطيني.

المشاركة الفاعلة للقوات الاردنية في معركة العلمين في صحراء مصر الغربية، تعتبر معركة العلمين من أشهر معارك الحرب العالمية الثانية وذكر كلوب باشا في كتابه (قصة الجيش العربي) حيث كان لها دور كبير في اسناد قوات الحلفاء أثناء المعركة، وقد اختارت بريطانيا مشاركة القوات الأردنية في معركة العلمين لخبرة الجيش العربي الأردني في حرب الصحراء وبسبب تشابه البيئة الصحراوية مع البيئة الأردنية، اضافة لتجهيزات وتسليح القوات الأردنية المناسب للعمليات الصحراوية والمتحركة.

 

النواة الأولى لسلاح الجو الملكي الاردني:

برزت الحاجة للقوة الجوية في حرب فلسطين 48، ولم يكن الاسناد الجوي العربي ذو أثر في هذه الحرب، ولم يكن الأردن يملك أي سلاح جوي، في  22 تموز 1948م طلب جلالة الملك البدء بتدريب طيارين أردنيين ليكونوا نواة لسلاح جو أردني، وتم استدعاء عدد من الضباط الأردنيين الذين كانوا في دورات عسكرية مختلفة في بريطانيا حينها وايفاد اخرين في الأول من تموز من عام 1949م، وتم الحاقهم بدورة تدريب طيارين فوراً في مدرسة الطيران الابتدائي في بكنغهام، تسلموا فيما بعد جناح الطيران باحتفال كان صباح يوم الخميس التاسع عشر من تموز عام 1951م في مطار ماركا وكانوا ثمانية طيارين: ثلاثة طيار ملاحظة، وخمسة طيار نقل.وتطورت قوة طيران الجيش  لتتكون من ثلاث طائرات اوستر وطائرتي دراجون رابيد واربع طائرات دوف, وكانت نواة قوة طيران الجيش في الأصل هي سبع طائرات نقل صغيرة تم شراؤها من شركة الطيران العربية في تموز 1948م, وقد تبرع المواطنون الأردنيون بجمع ثمنها.

 

الجيش العربي الأردني في حرب فلسطين 1948:

كان تسليح الجيش العربي الاردني في حرب 1948م هو تسلحي قوات المشاة بالدرجة الأولى، ولا توجد طائرات مقاتلة او مدفعية ثقيلة بل مدافع 25 رطل وأقل، ولا توجد دبابات بل مدرعات خفيفة،

 وتالياً تنظيم الجيش الرئيسي وهو من قيادة فرقة وثلاثة الوية وكتيبة مدفعية وكان تسليح الجيش الأردني كالتالي:

النــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوع

العــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــدد

مدرعات ثقيلة عليها مدفع 2 رطل ومعها رشاشين

72 مدفع

 مدرعات استطلاع عليها رشاش

52 مدرعة

مدفع ميدان 25 رطل

16 مدفع

مدفع مضاد للدبابات عيار 6 رطل

38 مدفع

مدفع هاون عيار 3 بوصة

40 مدفع

مدفع هاون عيار 2 بوصة

29 مدفع

رشاش برن خفيف

334 رشاش

رشاش متوسط فيكرز

22 رشاش

رشاش طومسون

668 رشاش

بندقية

7359 بندقية

  












هذه الاحصائية لا تشمل 1150 بندقية و35 رشاش قام الجيش الأردني بتزويد المناضلين الفلسطينيين بها

اما من حيث القوى البشرية، فقد كان تعداد الجيش في أيار 1948 (6500 بين ضابط وجندي) وإن القوة القتالية هي 4500 جندي وضابط.

 

موقف جلالة الملك عبد الله الأول من فرض الهدنة في 11 حزيران 1948:

فرضت هيئة الامم المتحدة هدنة في 29 أيار 1948  لوقف القتال في فلسطين، وقد كان الجيش الأردني يرفض وقف القتال لأنه يحقق انتصارات وثبات في مواقعه, وقام الملك عبدالله الأول بجولة سياسية تشاورية شملت الرياض وبغداد والقاهرة لحشد المزيد من الجهد لتحقيق الهدف الذي من أجله دخلت الدول العربية للقتال في فلسطين وهو تحريرها والدعوة إلى رفض الهدنة  ، ولكن كانت هناك ضغوطات سياسية, واتخذ مجلس الأمن قراراً بمنع تصدير السلاح إلى منطقة القتال، وكان من نتائجه حجز باخرة بريطانية في قناة السويس  تحمل معدات عسكرية هامة خاصة وذخيرة مدافع للجيش الأردني مما أثر على قوة نار الجيش الأردني ، ومع كل ذلك حقق جيشنا الانتصارات في كل معاركه.

 

دور القائد العام للجيوش العربية الملك عبد الله الأول في الحرب:

اختار العرب بالإجماع جلالة الملك عبد الله الأول قائداً عاماً للقوات العربية في فلسطين، ولكن لم يلتزم أي جيش بهذا القرار باستثناء الجيش العراقي في بداية الحرب فقط. لم تكن اللد والرملة من ضمن مسؤوليات الجيش الأردني في حرب عام 1948، بل هي من ضمن مسؤوليات الجيش العراقي، والعراق رفضت الانضمام إلى مفاوضات (رودس) فانسحب الجيش العراقي وترك المنطقة خالية فتقدمت القوات الإسرائيلية بسهولة واحتلت اللد والرملة وكانت تريد الزحف إلى مناطق نابلس وجنين وطولكرم فصدهم الجيش الأردني للمهاجمين وحافظ عليها.

خاض الجيش العربي الأردني معارك عديدة من أهمها المعارك المشهورة في باب الواد واللطرون وكذلك (معركة الحي اليهودي. معركة النوتردام. معركة حي مشيرم. معركة الشيخ جراح. معركة رأس كركر. معركة يالو. معركة البرج. معركة تل الرادار. معركة خراب اللحم. معركة عرطوف. معركة قوله. معركة رامات راحيل. معركة عراق سويدان، وفي شرق الأردن: معركة غور الصافي. تعرض عمان لقصف جوي). وتمت اتفاقية مبادلة الأسرى اليهود مقابل إطلاق آلاف الأسرى الفلسطينيين من قرى يافا ومناطق حيفا واللد والرملة.

وتمكن الجيش الأردني من تشكيل كتيبة جديدة أثناء العمليات هي الكتيبة الخامسة في منطقة بيت حنينا خلال الهدنة لتعزيز قوات الجيش العربي الأردني. وأفشل الجيش العربي الأردني كل الخطط الإسرائيلية لاحتلال القدس، وكذلك لفتح الطريق بين باب الواد والقدس، فتمكنت الكتيبة الرابعة بقيادة (حابس المجالي) في باب الواد والكتيبة السادسة بقيادة عبد الله التل من إحكام السيطرة على القاطع الأوسط خاصة القدس. وقدم الجيش العربي الأردني حوالي 350 شهيد وأكثر من ألف جريح إضافة لحوالي خمسين متطوعاً مدنياً أردنياً في حرب 1948.

كان الأردن يهتم ويأوي اللاجئين الفلسطينيين، وأصدر الملك عبد الله تعليماته لاحترام وتقدير اللاجئين وإيوائهم وإحسان معاملتهم. وقد أنفق الأردن من موازنته المتواضعة على إيواء اللاجئين وتم تأسيس وزارة خاصة تعني بشؤونهم. ً

 

الجيش العربي في عهد المغفور له الملك طلال بن عبد الله طيب الله ثراه 1951 – 1952م:

تميز عهد المغفور له الملك طلال بانه عهد اصلاح وتطوير ، وانجاز الدستور الذي صدر بتاريخ 8 كانون الثاني 1952م ،ورغم قصر فترة حكمه التي بلغت الاحد عشر شهراً فقد صدر في عهده، 207 قانون ونظام يتعلق بالقوات المسلحة ، ومن البنود في الدستور المتعلقة في القوات المسلحة: المادة 32: الملك هو القائد الأعلى للقوات البرية والبحرية والجوية  والمادة 33 فقرة 1: الملك هو الذي يعلن الحرب ويعقد الصلح ويبرم المعاهدات والاتفاقيات والمادة 37 الفقرة 1: الملك ينشئ ويمنح ويسترد الرتب المدنية والعسكرية والاوسمة وألقاب الشرف الاخرى وله أن يفوض هذه السلطة إلى غيره بقانون خاص.

 

تشكيل كتائب الجيش العربي الأردني:

كان ابرزها تأسيس القوة البحرية الملكية والتي حملت أولاً اسم "أسطول الجيش العربي" في الأول من شباط 1952م وتشكل من ثلاثة زوارق في البحر الميت, ونقل اليه كمرتب 19 ضابط وجندي، ومن الوحدات التي تم تشكيلها كتيبة المدفعية الثالثة وقيادة مدفعية الجيش وقيادة التموين والنقل الملكي وكتيبة هندسة الميدان الأولى وعدد من الوحدات الطبية ومفارز المشاغل وتشكيل الجوقة الموسيقية  الثالثة، وبلغ عدد الوحدات الجديدة التي تم تشكيلها في عهد جلالته 19 وحدة اضافة لرعاية جلالته لحفل تخريج دورة المرشحين الثانية في 26 كانون الأول 1952م.

 

جلالة القائد الاعلى للقوات المسلحة الأردنية المغفور له الملك الحسين بن طلال:

تسلم جلالته سلطاته الدستورية في الثاني من أيار عام 1953 م، توجه نحو تطوير القوات المسلحة والتفكير سريعاً في تعريب قيادة الجيش، وتفعيل دوره الوطني، وتزويده بالأسلحة الحديثة، فكان الجيش العربي الأردني من الكفاءة والقوة إن خاض كل المعارك بشرف وبطولة وحقق أعظم انتصار في تاريخ العرب الحديث في معركة الكرامة الخالدة في 21 آذار 1968م.

 

تنظيم الجيش العربي الأردني في عهد جلالة الحسين:

بعد قرار تعريب قيادة الجيش انطلقت خطة التطوير للجيش العربي الأردني   ففي 18 نيسان 1961م، صدر أمر تشكيل القوة المدرعة الملكية وضمت مجموعتي قتال: الأولى ضمت وحدات الحرس الملكي الأولى وتضم المجموعة الثانية وحدات السلاح المدرع اضافة إلى كتيبة المدرعات الأولى ومركز تدريب القوة المدرعة. وكانت القوة المدرعة بقيادة العميد الشريف ناصر بن جميل، وهذا كنموذج من قرارات مماثلة من أجل تطوير الجيش، لكن في 9 نيسان 1964م، صدر قانون القوات المسلحة الأردنية.

 

معارك القوات المسلحة:

·     معركة السموع 13 تشرين الثاني 1966م

اشتبكت القوات الأردنية ببسالة مع القوات الإسرائيلية التي كانت أفضل تسليحاً، لكنها رغم ذلك استطاعت دحرها قبل نهاية اليوم، فتراجعت القوات الإسرائيلية بعد مقتل العقيد يواف شاهام قائد لواء المظليين الإسرائيلي.

·     الجيش العربي الأردني في حرب حزيران 67:

قبل الخوض في تاريخ حرب حزيران 1967م، لا بد من تناول هذه الموضوعات المختصرة:

بدأت الحرب صباح يوم الإثنين 5 حزيران في الساعة الخامسة صباحاً، بهجوم جوي شامل على المطارات المصرية وفي وقت واحد.. ومن ثم الهجوم على المطارات السورية وبعدها الهجوم على مطار عمان حوالي الساعة 11 صباحاً وهنا بدأت العمليات العسكري على الجبهة الأردنية وصدر البيان العسكري الأول.

·     معركة القدس الخارجية والداخلية:

استشهد في ساحة المسجد الاقصى حوالي 100 جندي أردني وهم يدافعون عن القدس الشريف لكن الأردنيين في القدس وجدوا أنفسهم يقاتلون من فوق أسوارها بمعزل عن أية قوات أردنية أخرى فقد كانت القدس مطوقة تماما ومع ذلك استمر الجنود الأردنيون في القتال حتى بعد وقف إطلاق النار.

·     معركة الكرامة الخالدة والانتصار الكبير للجيش الأردني في21 آذار 1968م:

"ثلاثة وعشرون وحدة من وحدات القوات المسلحة الأردنية وقوام كل وحدة منها لا يقل عن ثلاثمائة جندي وضابط " هذه هي الوحدات العسكرية التي صنعت النصر في الكرامة يوم 21 آذار 1968م وقاتلت في سبع معارك وفي سبع مواضع في نفس اليوم على جبهة امتد طولها لأكثر من مائة كيلو متر من مثلث المصري شمالاً وحتى غور فيفا جنوباً وبلغت مساحة ميدان معركة الكرامة حوالي 1200 كلم مربع، لم تشكل بلدة الكرامة أكثر من 1 كلم مربع فقط.

·     الجيش العربي الأردني في حرب تشرين 73 في جبهة الجولان:

تحرك اللواء المدرع 40 الأردني إلى الجبهة السورية فأكتمل وصوله يوم 13 تشرين الأول عام 1973، وخاض أول معاركه يوم 16 تشرين الأول حيث وضع تحت إمرة الفرقة المدرعة 3 العراقية، فعمل إلى جانب الألوية العراقية وأجبر اللواء المدرع الضارب 40 القوات الإسرائيلية على التراجع 10 كم

جرى إعادة تنظيم لكتائب اللواء المدرع 40 ليلة 16-17تشرين أول 1973 وتم سد النقص في العدة والعتاد وفي فجر 19تشرين أول 1973 بدأ الهجوم المعاكس الثاني في نفس القاطع (سعسع القنيطرة) وكان هجوماً صاعقاً مستميتاً مشتركاً من القوات السورية والعراقية والأردنية والسعودية وتم دحر العدو غرباً لمسافة 4 كيلو متر ضمن قاطع اللواء. كان من المقرر شن هجوم شامل على طول الواجهة يوم 23 تشرين الأول، وأن يحدد نتيجة الحرب في معركة مصيرية، لكن كان الحل السياسي سباقاً وتوقفت العمليات العسكرية، قدم الأردن 23 شهيداً في هذه المعركة وفي مقدمتهم الشهيد النقيب فريد الشيشاني، إلى أصغر شهيد أردني الشهيد راجي عبد اللطيف المساعفة

 

الجيش العربي الأردني في عمليات الأمن الداخلي وتحقيق الأمن والاستقرار 1969 – 1971:

عاش الأردن مرحلة صعبة بعد إن انحرف العمل الفدائي عن طريق المقاومة واعتبار أن العدو الرئيسي هو اسرائيل، وبعد أن ترك خط المواجهة ودخل إلى المدن والقرى الأردنية، واخذ يمارس سلطة الدولة ويقوم باعتداءات على المواطنين، ويعتدي على المراكز الامنية ومؤسسات الدولة، ويمارس الابتزاز والتصفيات، وهنا كان القرار بفرض الأمن والسيطرة على الأمور حماية للممتلكات والإنسان.

في 10 شباط 1970 زار جلالة المغفور له الملك حسين القاهرة واتفق مع الرئيس المصري جمال عبد الناصر على الحد من أية تصرفات خاطئة تقوم بها التنظيمات الفلسطينية في الأردن دون اللجوء إلى استخدام القوة العسكرية ضده في أوائل شهر أيلول عام 1970، قامت الجبهة الشعبية بخطف ثلاث طائرات إحداهما سويسرية والأخرى أمريكية والثالثة بريطانية، وتم إجبار الطائرات على الهبوط في (قيعان خنا) وهي منطقة صحراوية في شرق الزرقاء وقام الخاطفون بإنزال الركاب وتدمير الطائرات الثلاث.

هدفت خطة القيادة العامة للقوات المسلحة إلى إخراج كافة فصائل التنظيمات الفلسطينية من المدن وبخاصة العاصمة عمان خلال 48 ساعة، وكانت فصائل التنظيمات متحصنة في المدن والأبنية داخل عمان، مما أضطر القوات المسلحة الأردنية/ الجيش العربي إلى القتال داخل المناطق المبنية، وتمكنت القوات المسلحة من السيطرة على الوضع وتحقيق الهدف إخراج جميع الفصائل من عمان مع بقاء عناصر قليلة كانت داخل الأبنية .وصلت بعثة وساطة عربية برئاسة الرئيس السوداني جعفر النميري، وعقد مؤتمر قمة عربي حضره القادة العرب ومنهم جلالة الملك حسين طيب الله ثراه كما حضره من التنظيمات الفلسطينية ياسر عرفات، وانتهى المؤتمر بتوقيع اتفاقية القاهرة التي وقعها جميع الرؤساء العرب.

 

القوات المسلحة الاردنية – الجيش العربي الأردني في عمليات حفظ السلام العالمية:

"بعد الحرب العالمية الثانية كان إنشاء هيئة الأمم المتحدة عام 1945، والهدف الرئيسي لها هو تحقيق الأمن والسلام وفق نص ميثاقها ،"ومن أول القضايا التي واجهت هيئة الأمم المتحدة هي قضية فلسطين والحرب الدائرة فيها ، وكان مجلس الأمن قد اصدر القرار رقم 181 بتاريخ 29 تشرين الثاني لعام 1947 ،ومن ثم تشكيل فريق مراقبة لتنفيذ القرار على أرض الواقع في فلسطين ، وكان الجيش العربي الأردني مرابطاً في فلسطين كجزء من قوات الحلفاء مع بريطانيا حين قاتل الأردن إلى جانب بريطانيا وانتشرت السرايا الأردنية في مواقع مختلفة فيها . وهنا لم يستثن القرار مشاركة الأردن في قوة المراقبة الدولية وكان للأردن مندوبين في اللجنة الدولية لمعرفته بالأرض والسكان ولتوفير الأمن لفريق المراقبة الدولية، وكان الدور الأردني فنياً لتواصله مع السكان العرب ومعرفته بالأرض. وبالتالي هذه هي أول مشاركة أردنية في عمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام، ولم تكن رسمية بسبب أن الأردن لم يكن عضواً بعد في هيئة الأمم المتحدة.

 

انغولا 1989 أول مهمة سلام للجيش العربي الأردني رسميا ضمن مهام الأمم المتحدة:

الشرطة الدولية CIVPOL وضباط الارتباط Liaison Officers والمراقبون العسكريون Military Observers وبلغ حجم المشاركة الأردنية حتى كانون الثاني 2013 في مختلف مهام الأمم المتحدة والتي يبلغ عددها 19 مهمة مختلفة 102098 ضابطاً وفرداً وفي مناطق مختلفة من العالم، وقد بلغ حجم المشاركة الأردنية لعام 2014 " 1637" ضابطا وفردا. وصل عدد الدول التي شاركت قواتنا المسلحة فيها كقوات حفظ سلام الى 38 دولة، وبلغ عدد المستشفيات والمحطات الجراحية والعيادات الى 20، وبلغ عدد الذين راجعوا المستشفيات العسكرية والمحطات الجراحية على مدى السنوات السابقة حوالي 4 مليون شخص.

 

شهداء الجيش العربي الأردني خلال اداء مهام حفظ السلام في العالم:

قدمت قوات حفظ السلام الاردنية في مختلف مناطق المسؤولية 38 شهيدا. وتحرص القيادة الهاشمية على الدوام على تقدير الشهداء، وكثيرا ما يكون جلالة القائد الأعلى الملك عبد الله الثاني في استقبال جثامين الشهداء حين نقلهم إلى الأردن. واختلفت ظروف الاستشهاد لجنودنا فهناك من استشهد بسبب كوارث طبيعية كسقوط طائرة اثناء اداء الواجب، واخرى بسبب حوادث السير أو السقوط أو الغرق وغيرها نتيجة الهجوم أو الاشتباك مع الخارجين عن القانون.

 

الأردن ورسالة السلام في العالم:

جاءت المشاركة الاردنية في عمليات حفظ السلام في العالم تحقيقا لرسالة جيشنا العربي الأردني في خدمة الإنسانية، ويسعى الاردن من انخراطه في كل انواع عمليات السلام إلى تحقيق الاهداف التالية

(المساعدة في القضاء على ويلات الحروب، وإغاثة الملهوف ورفع الظلم عن الشعوب. التأكيد على حب الأردن للأمن والسلام والعدالة. المحافظة على السمعة الطيبة للأردن، وتسويقه عالمياً والتعريف به وتعزيز مركزه وثقله السياسي والارتقاء بمكانته على الساحة الدولية وإدراك نعمة الأمن والاستقرار التي ينعم بها الأردن وقيمة الإنسان الأردني وكرامته وصون حريته والحفاظ على حقوقه، وأهمية وحدته الوطنية مقارنة مع ما يلاقيه ويعانيه الآخرون ويعيشونه في الدول التي تشهد حروباً أهلية وصراعات سياسية وانقسامات تؤدي إلى الفلتان الأمني والفوضى والقتل والتشريد).

 

 الجيش الإنسان: المستشفيات في مناطق النزاع:

بتوجيهات من جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين القائد الأعلى للقوات المسلحة الاردنية – الجيش العربي تم ارسال المستشفى الميداني رقم (1) الى غزة بتاريخ 28 كانون الاول من عام 2009، وحال وصول طاقم المستشفى المؤلف من 216 عسكري أردني بين طبيب وممرض واداري باشر عمله وتجهيز 17 عيادة لاستقبال المراجعين من اهل غزة، ووصل عدد المستشفيات الى 62 مستشفى حيث يمضي كل مستشفى مدة شهرين، ومن جهة اخرى واصلت المحطة الجراحية في رام الله عملها هي والاخرى في جنين بتقديم الخدمات الصحية للأهل في المدينتين. وهناك المستشفيات الأردنية الطارئة التي ترسل للمساعدة في حالات الكوارث المختلفة. ومن منطلق الرؤية الهاشمية والدور الإنساني للمملكة الاردنية الهاشمية فان الأردن يبادر فورا الى ارسال مستشفيات اضافة لفرق عمل وفق الاختصاص والحاجة، الى مناطق الكوارث كالزلازل والانفجارات والفيضانات والحروب، وربما اخرها كان المستشفى الى لبنان الشقيق أثر الانفجار الذي حدث في ميناء بيروت، ووصلت هذه المستشفيات إلى لبنان وافغانستان وإيران والعراق وليبيا وغيرها.

 

القائد الأعلى للقوات المسلحة الاردنية – الجيش العربي الأردني:

بدأ جلالته مسيرة الحكم والقيادة بثوابت الدولة الاردنية وبنهج هاشمي توجه للمواطن الأردني اولاً يرعاه في حياته اليومية، فكانت زيارات جلالته المتواصلة لكل مناطق المملكة يتفقد الريف والبادية، ويصدر جلالته توجيهاته السامية للاهتمام بتحسين نوعية الحياة للمواطنين، فتم تنفيذ البرامج وفقاً لخطة مدروسة تشمل كل انحاء المملكة. ومع بدء مسيرة الحكم فإن أول زيارة لجلالته كانت لكتيبة الحسين الثانية" أم الشهداء" وفاء للقائد الباني الذي تحمل اسمه ولتضحيات جيشنا العربي الأردني.

 

الجيش الاردني في الحرب العالمية ضد الإرهاب والتطرف:

أصبح الإرهاب العالمي هو بمثابة حرب عالمية من نوع خطير ومتجدد يسود العالم ، وقال جلالة الملك عبدالله الثاني " نحن لن ننتظر الإرهاب أن يصلنا بل علينا أن نذهب اليه ونواجهه،" ودخل الأردن بقوة مع العالم الحر المعتدل في مواجهة التطرف والإرهاب، وشاركت قواتنا في افغانستان، وايضا في اليمن  وكذلك من خلال سلاح الجو الملكي الأردني في الاشتراك بعمليات مهاجمة وقصف اوكار الإرهاب اينما تكون، واستشهد النقيب الطيار معاذ الكساسبة في احدى الغارات المشتركة  على اوكار الإرهاب من جهة اخرى تم انشاء مركز تدريب اردني امريكي مشترك في عام 2017 لدراسة اساليب مكافحة الإرهاب والتطرف، وهو يمنح درجة الماجستير في تخصص مكافحة الارهاب لسنة دراسية واحدة،  وقد التحق فيه عند تأسيسه 19 ضابطا أردنيا. وقدم الجيش العربي الاردني التضحيات في عمليات مقاومة التطرف والارهاب وهو يقاتل العصابات في مواقع مختلفة في الأردن او في انحاء العالم، ولا زال الأردن بقيادته الحكيمة هو شريك رئيسي مع التحالف العالمي في عمليات مكافحة التطرف والارهاب لا زال يدافع عن العقيدة الاسلامية ويرفض ان توصف هذه العقيدة بأية صفة إرهابية، ووضع الأردن استراتيجية عالمية للتصدي للتطرف والارهاب وقد حدد الأردن العناصر الأساسية في استراتيجيته لمكافحة الإرهاب ضمن خطة متكاملة، فإنها تتضمن ثلاثة أبعاد، داخلي وإقليمي ودولي، وثلاث مجالات هي مواجهة الأيديولوجيات المتطرفة وتعزيز التماسك الاجتماعي وبناء مرونة اجتماعية، وتستند كذلك على محورين، هما الأمني و العسكري. وتقوم استراتيجية الأردن في مكافحة الإرهاب تأسيساً على مبدأ أن "الفكر السليم والحجة القوية والإقناع والحوار الإيديولوجي عناصر مهمة وأساسية" وتتبناها الدولة في استراتيجيتها، وتتبنى الحكومة الأردنية في هذا الصدد استراتيجية لنشر الوعي بخطورة التطرف والإرهاب عبر مختلف المؤسسات الرسمية ومؤسسات المجتمع المدني.

 

 القوات المسلحة الاردنية في مواجهة اللجوء السوري:

تميز دور القوات المسلحة الأردنية في مواجهة موجات اللجوء السوري بانه "الدور الانساني للجيش المقاتل“، ومنذ بداية الازمة في 15 آذار 2011 والجيش العربي الأردني يضطلع بدور متكامل في مواجهة الازمة ، وكان الدور الذي تفرد بما يلي : القدرة على الموائمة بين الواجب الانساني والواجب الأمني و القدرة على بناء منظومة معلومات تتصل بالتحقق من هوية اللاجئ ومتابعته, القوة اللوجستية بتأمين وسائل النقل والحماية على مدى أربعة وعشرين ساعة يومياً، توفير الرعاية الصحية للمحتاجين، التعامل الإنساني بأسلوب اعتبار العوامل النفسية وتخفيف هول الأزمة عند اللاجئين، ونتيجة هذه الصفات عند جيشنا العربي الأردني، كان توظيف كل الامكانيات ومضاعفة الجهود وزادت من كوادرها المؤهلة، لمواكبة التحديات الأمنية التي ترتبت على هذه الموجات وتتمثل: الحدود الاردنية السورية طويلة تصل إلى 375 كلم. تتميز هذه الحدود بأنها مأهولة من الجانبين وتكاد تكون مفتوحة وأن السكان في الجانبين يتميزون بصلة القرابة والمصاهرة والمعرفة وهذه ترتب تحدياً امنياً خاصاً، تدفق غير طبيعي للاجئين وصل إلى ما يزيد على مليون و377 ألفا و552 لاجئاً سورياً، ظهور تحديات مرافقة تتمثل بمشاكل التهريب والمخدرات والسرقة والتسلل وغيرها. اكتشاف خلايا نائمة تتربص الوقت المناسب لها لتنفيذ عمليات إرهابية، ولمواجهة هذه التحديات تم تغطية الواجهة الشمالية بقوات حرس الحدود مع نقاط مراقبة وسيطرة اضافة لدور مراكز الأمن العام والدرك. وزودت قوات حرس الحدود بتقنيات عالية لمواجهة اية طوارئ، عدا عن عقد دورات متخصصة لأفراد القوات المسلحة في كيفية التعامل مع اللاجئين.

واقامت القوات المسلحة الأردنية مستشفى ميداني في المنطقة الحرة لعلاج اللاجئين السوريين بنظام المعالجة الكاملة وتحويل الحالات الصعبة إلى المستشفيات الأردنية

القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي تنفذ معارض عالمية عسكرية  وتمارين دولية مشتركة مع انشاء مركز الملك عبدالله الثاني للتصميم والتطوير، برزت صناعة الاسلحة الدفاعية في الأردن، وامتد ذلك إلى التشارك عالميا في هذا المجال ،والدخول في عالم تصنيع السلاح، وهنا نرى ان معرض سوفكس الدولي في الاردن (معرض معدات قوات العمليات الخاصة) هو ترجمة لمكانة الاردن في العالم حين ندرك ان معرض 2018 قد شاركت فيه 352 دولة من 62 دولة وزارة 103 وفود من 53 دولة، علما أن هذا المعرض يتم تنظيمه كل سنتين في عمان، علما ان دورة 2018 هي الدورة الثانية عشرة له، وكان من المقرر تنظيم الدورة 13 له 2020 في شهر آذار لكن تم تأجيلها بسبب جائحة كورونا، يشار إلى أن معرض ومؤتمر "سوفكس 2018" اشتمل على جميع مستلزمات العمليات الخاصة والأجهزة الأمنية وقوات حفظ السلام في مجالات التدريب والتنظيم المتعلقة بها، وفي نفس السياق تنظم القوات المسلحة الأردنية تمارين عسكرية مشتركة مع جيوش من العالم تستهدف تبادل الخبرات العسكرية وتنسيق الجهود لمكافحة التطرف والإرهاب والحفاظ على الاستقرار العالمي، وتطوير اساليب القتال، وتنظيم مسابقات عسكرية في فنون القتال واستخدام الأسلحة، وتنظم القوات الأردنية تمارين عسكرية ثنائية مع الإمارات والسعودية ومصر، أما عن تمرين الأسد المتأهب فقد تم تنظيم التمرين في دورته التاسعة لعام 2019 بمشاركة 29 دولة.

 

توجيهات جلالة الملك عبد الله الثاني لتخصيص يوم للمحاربين القدامى والمتقاعدين العسكريين:

وجه جلالة القائد الأعلى للقوات المسلحة الاردنية – الجيش العربي الاردني الحكومة لتخصيص يوم للمحاربين القدامى والمتقاعدين العسكريين، تقديرا لدورهم في التضحيات والجهود في خدمة الاردن والقضايا العادلة للامة العربية منذ تأسيس الدولة الاردنية. وتم اختيار يوم الخامس عشر من شباط من كل عام ليكون هو يوم المحاربين والقدامى العسكريين

 

الهيكلة الحديثة للقوات المسلحة الاردنية لزيادة الفاعلية وقوة النار:

تواكب القوات المسلحة الاردنية التطورات العالمية في مجال السلاح والتكنولوجيا العسكرية، وهناك تطور وتغيير مستمر في طبيعة التهديدات التي تواجه العالم، ومعها يجب استحداث تغيير في نمط التصدي لهذه التهديدات، والاردن كبلد ما غاب عن مواجهة التحديات بكل اشكالها خاصة منذ احداث حرب فلسطين عام 1948 فانه يتوجه لتطوير منظومته الدفاعية للتكيف مع التهديدات وزيادة قوة وفاعلية النار.

 

الجيش الأردني في استعادة الباقورة والغمر:

كان يوم 11 شباط 1995 هو يوم دخول القوات المسلحة الاردنية الى الباقورة واستلامها كاملة بسيطرة اردنية بحضور المغفور له الملك الحسين طيب الله ثراه. وكانت اتفاقية السلام تقضي بأن تبقى الباقورة والغمر مؤجرتان بالنسبة للأراضي التي يشغلها يهود لمدة 25 عاما، وان ينذر اي طرف الطرف الاخر قبل سنة من انتهاء المدة برغبته بالإخلاء الكامل. وكان ذلك القرار الحازم من جلالة الملك عبد الله الثاني يوم 21 تشرين الاول 2018 بإنهاء هذا الملف قرار بالموافقة على انهاء العمل.

صدرت الإرادة الملكية السامية بالموافقة على قرار مجلس الوزراء رقم (1591) تاريخ 21 تشرين الاول 2018م المتضمن الموافقة على إخطار الحكومة الاسرائيلية بإنهاء العمل بكل من المتعلق رقم (1) (ب) منطقة الباقورة /نهاريم، والمتعلق رقم (1) (ج) منطقة الغمر / تسوفار، من معاهدة السلام بين المملكة الأردنية الهاشمية ودولة إسرائيل. نشر في الجريدة الرسمية، العدد 6719 تاريخ 22 تشرين الاول 2018.

ومن ثم كان القرار التنفيذي بإنهاء العمل وتسليم الارض كاملة للأردن في الباقورة والغمر بتاريخ الاول من أيار من عام 2020 م " رسميا بانتهاء المدة التي اعطيت للمزارعين الاسرائيليين في الباقورة، ومن هذا التاريخ لم يعد لإسرائيل اية علاقة نهائيا في منطقة الباقورة ".

وقال جلالة الملك عبد الله الثاني في خطاب العرش السامي الذي ألقاه بمناسبة افتتاح أعمال الدورة العادية الرابعة لمجلس النواب الثامن عشر: "أعلن اليوم انتهاء العمل بالملحقين الخاصين بمنطقتي الغمر والباقورة في اتفاقية السلام، وفرض سيادتنا الكاملة على كل شبر فيها"، وتولت القوات المسلحة الاردنية منذ 11 شباط 1995 وحتى التسليم النهائي للباقورة في الاول من ايار 2020 ادارة المنطقتين وحمايتهما والسيطرة على دخول المزارعين الاسرائيليين وفق ترتيبات يفرضها الجيش الاردني

وبعد السيطرة التامة الاردنية واستمرار الجيش الأردني في الحراسة والدفاع تم فتح المنطقتين للزوار المدنيين للتعرف على تاريخ المنطقة وكيف تم استرجاعها بالكامل.

 

الدور الحيوي للجيش العربي الأردني في مواجهة وباء كورونا نموذجا:

بدأت الاجراءات الأردنية في مواجهة وباء كورونا من منتصف شهر آذار 2020، وكانت الاجراءات تستهدف سلامة المواطنين ومنع انتشار الوباء، وقد أمر جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين العمل بقانون الدفاع رقم 13 لسنة 1992م، وتنص المادة 124 من الدستور الأردني على أنه "إذا حدث ما يستدعي الدفاع عن الوطن في حالة وقوع طوارئ، فيصدر قانون باسم قانون الدفاع". وكان امر الدفاع رقم 1 قد صدر يوم 19 آذار 2020 ثم جاء امر الدفاع رقم 2 بتاريخ 21 آذار الذي فرض منع التجول والحركة بالسيارات من الساعة السابعة صباحا الى اشعار اخر, لكن قد صدرت الاوامر الى القوات المسلحة الأردنية لتطبيق اوامر الدفاع هذه ، واغلقت القوات الأردنية مداخل المدن ورابطت في الشوارع الرئيسية وكانت حالة طوارئ بنسبة 100% ، وقد لاقى انتشار الجيش الأردني في كل مكان ارتياح المواطنين ، وتجاوز دور الجيش الاردني مهمات الرقابة والاغلاق إلى ادوار انسانية مختلفة في خدمة المواطنين ، وكان هذا الدور بالتشارك مع الأجهزة الأمنية المختلفة

وكان جلالة القائد الاعلى على تواصل مع جنوده البواسل ويزورهم في الميدان، وقد قال جلالته: إن الجيش الأردني يقوم بعمل إنساني بمكافحته فيروس كورونا المستجد، الذي تحول إلى وباء عالمي "جائحة"، وقال جلالته "الجهود التي تبذلها القوات المسلحة، وتحمل المواطنين لمسئولياتهم، وتكاتف الجميع، 

 

الجيش الشعبي:

ترجع نشأة الجيش الشعبي إلى عام 1950م، فقد أنشئ الحرس الوطني بهدف مساعدة القوات المسلحة من خلال تشكيل كتائب جديدة من المواطنين الذين يحملون أسلحة خفيفة، للدفاع عن أنفسهم في القرى الحدودية في الضفة الغربية وكان لهم دور كبير في صد الاعتداءات على القرى. وفي سنة 1982 صدرت الإرادة الملكية بتشكيل الجيش الشعبي بهدف تسليح المواطنين، ورفع قدرتهم على مقاومة أي عدوان، وقد نص قانون الجيش الشعبي الصادر عام 1985م على أن الجيش الشعبي مسؤول عن الدفاع عن الوطن والدفاع عن استقلاله، وتحصين مدنه وقراه، وحماية خطوط القوات المسلحة والقيام بأعمال الدفاع المدني، وتأمين حراسة المرافق العامة، والتصدي لمقاومة إشاعات العدو. ويتم تدريب المواطنين ضمن برنامج متكامل. وقد نص قانون الجيش الشعبي على إلزام الفئات التالية على الانتساب للجيش الشعبي: (طلاب المرحلة الثانوية/ الصف الأول الثانوي. طلاب كليات المجتمع/ السنة الأولى. طلاب الجامعات السنة الثانية. المواطنون من سن 16-55).

 

الخدمات الطبية الملكية:

كانت تعرف في البدايات باسم إسعاف الجيش، ومن ثم طبابة الجيش، وكان تأسيسها في عام 1941 وكانت البدايات بفئات طبية ثم سرايا وعيادات في الوحدات، إلى أن بدأ تنفيذ بناء ثلاث مستشفيات معا هي المستشفى الرئيسي في ماركا، ومستشفى الأمير راشد العسكري في الزرقاء، ومستشفى الامير هاشم في إيدون إربد. ومن بعدها بدأت سلسلة المستشفيات العسكرية مع البدء ببناء مدينة الحسين الطبية في اوائل السبعينات  والتوسع باعتماد المستشفيات الميدانية، لتصبح لها جاهزية عالمية في تقديم خدماتها في اي مكان خارج الأردن، وكان لمشروع معالجة العائلات الأثر في تطوير الخدمات الصحية لتصل للجندي وعائلته بسهولة ويسر  وتقدم الآن الرعاية الطبية الشاملة لحوالي 1.5 مليون مواطن من خلال مدينة الحسين الطبية ,وقد تم تأسيسها للأهداف التالية: رفد القطاع الطبي في المملكة بالكفـاءات الفنيــة المؤهلة والمدربـة ذات المهـــارات العالية في كافة التخصصات الطبية. ارسال فرق طبية خاصة في حالات الكوارث والنزاعات (العراق، اليمن، تركيا، البانيا، إيران، المالديف، اندونيسيا، باكستان، لبنان). تجهيز وفتح مستشفيات ومحطات ميدانية خاصة لبعض الدول الشقيقة والصديقة (العراق، جنين، رام الله، افغانستان، لبنان، غزة.......) والمشاركة في قوات حفظ السلام والمهمات الانسانية وارسال الكتائب الطبية والمستشفيات من المستويين الثاني والثالث: (كرواتيا، سلوفينيا، طاجكستان، كوسوفو، تيمور الشرقية، سيراليون، اريتريا/اثيوبيا، ليبيريا، بوروندي، هاييتي، ساحل العاج، الكونغو). وفتح مستشفيات ميدانية عسكرية لتقديم الخدمة الطبية العلاجية التخصصية وعلى مراحل لمعالجة أبناء المناطق النائية غير المخدومة من قبل القطاع الصحي العام في البادية الشرقية (منطقة المنارة، دير الكهف، الأزرق، صبحا وصبحية، مغير السرحان، مثلث الحمرا، مثلث الزعتري والباعج ومنطقة الصالحية وفي البادية الجنوبية (منطقة قريقرة، الراجف، الديسي، الجربا، الجفر، ايل، بئر مذكور وقضاء الريشة).

 

مديرية شؤون المرأة العسكرية:

تأسست مديرية شؤون المرأة العسكرية في بداية عام 1995 لإبراز دور المرأة في القوات المسلحة الاردنية والدلالة على اهميته وقد انيطت بهذه المديرية جميع المسؤوليات المتعلقة بالنهوض بدور المرأة في القوات المسلحة ولذلك عمدت المديرية منذ نشأتها على دراسة القوانين المتعلقة بالمرأة والعمل على تعديل ما يلزم منها وكان إنشاء إدارة خاصة تعنى بشؤون المرأة العسكرية برئاسة سمو الأميرة عائشة بنت الحسين تعبيراً مميزاً تفتخر به المرأة الأردنية حيث أعطاها دافعاً قوياً للانضمام للقوات المسلحة وكذلك قيامها بزيارات متكررة لميادين عمل المرأة لبعض الجيوش الشقيقة والصديقة للتعرف على المهام والواجبات من أساليب التأهيل والتدريب اكسبها خبرة واسعة أثرت في تطوير وتفعيل دور المرأة في قواتنا المسلحة ومن  ثم تم تعديل مسمى من مديرية شؤون المرأة العسكرية  الى ادارة شؤون المرأة العسكرية.

لقد استطاعت المرأة العسكرية أن تثبت وجودها لتصل إلى ما تسعى إليه من طموح من خلال عملها في القوات المسلحة.

 

دور المرأة العسكرية في قوات حفظ السلام:

شاركت عدد من المجندات العسكريات من مختلف الرتب في عمليات حفظ السلام في مجال التمريض في المستشفيات الاردنية في مناطق مختلفة مثل ليبيريا، وكانت مشاركة ناجحة اثبتت المرأة الاردنية قدرتها على العطاء وتحمل الصعاب وتقديم الخدمات الانسانية في المجتمعات التي تعاني من ويلات الصراعات الداخلية وقد خدمت المرأة الاردنية في ليبريا وفي افغانستان وغيرها.

 

التربية والتعليم والثقافة العسكرية:

تركز مديرية التربية والتعليم والثقافة العسكرية على ما يلي: (تقديم الخدمات التعليمية من الصف الاول ابتدائي حتى نهاية المرحلة الثانوية. تحسين المستوى الثقافي لمنتسبي القوات المسلحة الاردنية. تمثل بانتشارها في الاماكن البعيدة انها توفر الخدمة لمن يصعب ان تصله خدمة التعليم. الاهتمام بالتربية الوطنية الاردنية). أن نشأة وتطور مديرية الثقافة العسكرية هو مواكب لتأسيس الدولة الأردنية، وكانت البدايات هي باعتماد اسلوب المعلم المتنقل الذي يجوب البوادي ويجمع الاولاد لتعليمهم ، وكانت تستخدم المخافر كثيرا لجمع الطلاب لتلقي الدروس   ثم وصل الامر ان كانت هناك المدرسة المتنقلة التي كانت توزع ايام الاسبوع بين اكثر من مكان تخييم للبدو، ولكن مع التطور والتحديث ابتدأت مرحلة بناء المدارس ولكن في اماكن وجود معسكرات الجيش العربي، ونرى ان اول المدارس كانت في الأربعينات  وهي : مدرسة الحسين الثانوية- القويرة عام 1946، وجناح الثقافة العسكرية في عمان  (كلية الشهيد فيصل الثاني حالياً) 1946 ومدرسة النصر في الزرقاء  (الثورة العربية الكبرى حالياً) 1949 . وعليه تم تأسيس قسم الثقافة العسكرية عام 1952 وكان في إدارتها 14 مدرسة، ومن ثم في 15 تشرين اول من عام 1981م كان تأسيس مديرية التربية والتعليم والثقافة العسكرية والتي انشأت 20 مدرسة حتى عام 2000، ولزيادة الطلب من المواطنين لإنشاء المزيد من المداس العسكرية فقد واصلت المديرية ببناء المدارس وتجهيزها حتى وصلت في عام 2017 الى 42 مدرسة تضم 17 ألف و650 طالب، والخطة ان يصل عدد المدارس عام 2021 الى 54 مدرسة.

وتسهم مدارس الثقافة العسكرية بتنمية المجتمع وتوفير التعليم للأبناء في مراكز سكنهم، وايضا فإن افتتاح المزيد من المدارس يعني الاسهام بالحد من البطالة والفقر، ولدى مدارس الثقافة برامج التغذية المدرسية اليومية لتحقيق رعاية صحية للطلبة.

 

دور الثقافة العسكرية في المكارم الملكية السامية:

تُشرف مديرية التربية والتعليم والثقافة العسكرية على تنفيذ المكرمة الملكية السامية لأبناء العسكريين العاملين والمتقاعدين بتخصيص 20% من مقاعد كل كلية جامعية لأبناء العسكريين العاملين والمتقاعدين، وقد بلغ عدد المستفيدين من هذه المكرمة الملكية السامية لغاية عام 2019  حوالي (176779) وبلغ عدد أبناء الشهداء الذين أوفدوا على حساب المكرمة الملكية السامية لغاية العام 2016 (482) أربعمائة واثنان وثمانون طالب وطالبة وعدد الذين تمَّ منحهم كتب إعفاء حتى العام 2016 على المادة (22) الفقرة (ط) من قانون التقاعد العسكري ولجميع المراحل الدراسية (الدبلوم، البكالوريوس، الماجستير، الدكتوراه) (2463) ألفان وأربعمائة وثلاثة وستون طالب وطالبة.