على مدار ٢٣٧ يوما من العدوان الهمجي على أهلنا في غزة، لم ينقطع الخير الأردني، مد النشامى بكل ما أوتوا من قوة نجدة لأبناء فلسطين، وكان على رأسهم جلالة قائدنا الأعلى الملك عبدالله الثاني ابن الحسين الذي أنزل المساعدات بيديه، وبإشراف شخصي منه، لهو الدليل بالحرص الهاشمي على أهلنا هناك، وكعادة الأردنيين قدموا الغالي والنفيس عندما كانت الأرواح أغلى ما نملك، قدمها شهداء الجيش العربي في معاركه على الأرض المباركة وقراها. اليوم قام نشامى سلاح الجو الملكي وبدعم من أبطال العمليات الخاصة، بالإنزال الجوي رقم مئة، إستمرارا في دعم صمود أهل غزة، وهم تحت نيران إعتداء قوات جيش الإحتلال.. مئة إنزال جوي فيه مساعدات الأردنيين وخيرهم لأشقائهم بأيدي الجيش العربي، لم يكن سهلا، وإنما عمليات فيها من التعقيد والصعوبات والمخاطرة، لكن إصرار الأردنيين على تقديم اليسير من الدعم والمساندة، كعادتهم يتجاوزون التحديات ويقبضون على الجمر في سبيل نبل المهمة وإنجازها. وقد رافق الإنزالات الجوية قوافل الخير البرية، التي كانت جسرا بريا مساندا للأهل، وإستطاعت الدبلوماسية الأردنية بدعم مباشر من جلالة الملك المفدى أن تكسر الحصار، وتوصل الغذاء والدواء الى محتاجيها. وكما كانت الإنزالات الجوية هي طوق النجاة لأهلنا هناك في غزة، ينتظرون الخير الهابط من السماء، والخير الواصل بالشاحنات ، ظلت مستشفياتنا الميدانية عاملة في غزة وخان يونس، هبّ النشامى كعادتهم يعالجون الجرحى والمصابين، رغم المخاطر العالية وسط جحيم القصف، لكنهم الأردنيون يضربون أروع الأمثلة في التضحية والفداء، جاؤوا تخفيفا منهم لآلام ووجع المرضى والجرحى، عليهم ما عليهم، أتوا للواجب المقدس، وشاهدا على أواصر القربى والدم بين الضفتين وبين الأشقاء. سيستمر الخير الأردني لأهلنا في غزة هاشم، يواصلون الليل بالنهار، إنفاذا للواجب المقدس، وتيسيرا على أصحاب الحاجة من النساء والأطفال والمشردين والمرضى والجرحى، وسيبقى الأردن الرئة التي يتنفس منها أهل فلسطين، ويبقى نشامى الجيش العربي أول الواصلين والداعمين والمساعدين، رسل سلام ومحبة، وأيدي خير وعطاء، وزنود كالفولاذ وهمم لا تخبو. الكاتب: الدكتور محمد عبدالكريم الزيود