انهم حرس الحدود، هدب العين ورمشها المكحّل بالكرامة، كعهدنا بهم أبطال الجيش العربي، وبثقتنا التي لا تتزحزح بنشامى حرس الحدود، لم يخذلونا يوما، كانت ليلة كانونية شتائية صعبة، والضباب يغطي ويلامس الارض، لكن من قال أن جنودنا يمنعهم البرد عن أداء واجبهم المقدس وهم يفردون أجنحتهم على الثغور والحدود مخافة أن يمرّ مخرّب أو إرهابي قاصدا حمل السموم والمخدرات لأهلنا. كان الوكيل أول النعيمي وصحبه في دوريتهم عيونهم يقظى، لم يثنيهم مطر ولم يخذل من قوتهم برد، يعرفون أن العهد لا يُنكث، وهم الذين أقسموا ذات نهار على المصحف والدمّ: أن لا يمروا إلّا على أجسادنا.. توّهم الأشرار والمخربين انها نزهة، وقد حملوا سمومهم وأن الليل ساتر لخبثهم، وإختاروا الفجر حيث لا عين تنام والقلوب تصنت للآذان.. لكن أبطال حرس الحدود كانوا لهم بالمرصاد، فبادلوهم بالرصاص والبارود، وعلّموهم أن الموت جزاء لكل معتد آثم، فسقطوا في براثن دمائهم، وفرّ البقية ممن أتوا على أعقابهم ناكسين، تركوا بضاعتهم المملوءة بالسمّ والخراب ورائهم صاغرين. من قال أن ليس للدفاع عن بلادنا ثمن، وهاهو الوكيل أول النعيمي يقدّم نفسه عزيزة دفاعا عن بلادنا، لم ترّف عينه وهو يستقبل رصاص المعتدين بصدره، مُقبلا غير مدبر، في ساعات الفجر الأولى تنفتح أبواب السماء لشهيد أردني جديد يلتحق بقوافل شهداء الجيش العربي الأطهار، بينما زميله الوكيل/١ سالم مفتن سالم، دمه سال فداء للوطن الغالي وتضحية للواجب المقدس. سلام عليك يا إياد.. سلام عليك يا شهيد الفجر، سلام على دمك الزاكي، وروحك الطاهرة تعبر المدى، تصعد مع الغيم وتسلّم على صحبك وزملاءك الذين ينتشرون على الثغور، عيونهم يقظى، وأصابعهم على الزناد ، مخافة أن يمسّ عمان وأخواتها كائن من كان. والسلام على شهداء الجيش العربي قناديل الدّجى، نجوم الزمان، الذين وهبونا الحياة، وقدموا أرواحهم مدارج للعز والفخار، وكتبوا اسمائهم نشامى في دفتر الوطن: يعشقون الورد لكن يعشقون الأرض أكثر.