تحتفل المملكة الأردنية الهاشمية بمناسبة وطنية وقومية عزيزة على الشعب الأردني والأمة العربية، وهي الذكرى المئوية الأولى لتأسيس جيشنا العربي المصطفوي، فخر الأمتين العربية والإسلامية. لقد تم تأسيس النواة الأولى للجيش العربي مع بدايات تأسيس إمارة شرق الأردن ١٩٢١ بقيادة الأمير عبدالله ابن الشريف الحسين بن علي أحد قادة الثورة العربية الكبرى التي أطلقها شريف مكة المكرمة عام ١٩١٦، والتي هدفت للنهضة العربية الكبرى، وكانت نواة التأسيس من مقاتلي الثورة من العرب والأردنيين بعدد يقارب ال ٣ آلاف من المقاتلين بقيادة الأمير/الملك المؤسس عبدالله الأول. وفي العام ١٩٢٣ تم أول استقلال لإمارة شرق الأردن، وتم تنظيم وتشكيل الجيش العربي، وقد حمل الجيش اسم الجيش العربي كحامل ومدافع عن مبادئ رسالة الثورة العربية الكبرى، لتحقيق الاستقلال العربي كأول خطوات النهوض القومي العربي, وكانت الثورة أهم حدث قومي عربي في القرن العشرين وبالتاريخ العربي المعاصر، ووضعت أمة العرب على خارطة العالم السياسية. تأسيس جيشنا العربي الأردني قام على الانتماء القومي والإسلامي لهذه الأمة والانتماء والولاء الوطني للقيادة الهاشمية وللأردن وشعبه وأرضه المقدسة، وهي عقيدته العسكرية النظيفة التي أسسه عليها بنو هاشم من العترة النبوية المحمدية الشريفة وعميد الأسرة الهاشمية جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين. تميز جيشنا العربي عن كثير من جيوش العالم بأنه أصبح اليوم الأكثر تنظيمًا ومهنية واحترافا في الآداء العسكري وتحقيق الانتصارات والإنجازات الكبيرة، ومنها على سبيل المثال لا الحصر: المعارك التي خاضها على أرض فلسطين والقدس منذ العام ١٩٤٨ وحافظ على الضفة الغربية والقدس من الاحتلال الصهيوني، وحربه ودفاعه ببسالة في حرب عام ١٩٦٧ عن الضفة الغربية والقدس، وارتقاء مئات الشهداء في ساحات «الأقصى» وعلى ثرى فلسطين، وانتصاره التاريخي المجيد في معركة الكرمة، التي أعادت للجيش والجيوش العربية كرامتهم بعد نكسة عام ١٩٦٧، وخوضه حرب الاستنزاف مع إسرائيل في الأعوام ٦٧،٦٨،٦٩، ومعركة إعادة الشرعية والنظام في الدولة عام ١٩٧٠ وإنهاء الفوضى والخارجين على القانون من المنظمات المسلحة، ومشاركته في حرب تشرين عام ١٩٧٣ على الجبهة السورية، ومشاركات كثيرة في قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في الكثير من مناطق التوتر والنزاعات في العالم، في واجب إنساني تميز به جيشنا وأجهزتنا الأمنية، والحرب على الإرهاب الذي أصبح آفة العصر، ويهدد الأمن والاستقرار في الأردن والعالم، والذي وصفها جلالة الملك عبدالله بأنها حرب عالمية على الإرهاب، ودوره الإنساني في واجبات تقديم المساعدة الطبية للعديد من المكلومين في العالم وإرسال المستشفيات الميدانية بتوجيهات من جلالة الملك وخاصة إلى الأهل في فلسطين وغزة، وتأسيس وتدريب العديد من الجيوش العربية خاصة في دول الخليج العربي. واليوم يخوض نشامى جيشنا حرب قومية على حدودنا الشمالية التي تزيد عن ٣٧٥ كيلو متر على المخدرات وزارعيها ومهربيها وتجارها، الذين يمولون الإرهاب والصراعات العسكرية في كثير من الدول الشقيقة والصديقة، ويقف الأردن وجيشنا وقفة قومية للدفاع وحماية الدول الشقيقة من آفة المخدرات واستهداف مجتمعاتها واستقرارها، وخاصة الشقيقة المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي الاخرى. لقد تطور جيشنا العربي الأردني وأجهزتنا الأمنية العسكرية منذ تأسيس الجيش قبل أكثر من مئة عام برعاية مباشرة من جلالة الملك القائد الأعلى وأصبح مفخرة نباهي بها العالم ليس بالاحتراف العسكري فحسب بل بالسلوك الإنساني والأخلاقي الذى يتميز به كل المنتسبين للمؤسسة العسكرية الأردنية الشامخة بعزة الملك القائد والشعب الأردني العظيم والأمة العربية المجيدة. إن إنجازات جيشنا العربي لا تعد ولا تحصى، ولا يمكن حصرها في مقالي هذا ولا بعدة مقالات، لأن التاريخ عظيم ومشرف، والإنجازات كبيرة، والمستقبل واعد، فتحية إجلال وإكبار لجيشنا وقائده الأعلى باني الجيش وقائد نهضة الأردن وتحديثه جلالة الملك عبدالله الثاني. الكاتب: د.راكز الزعارير